معيار الإختيار في "الانتخابات العامة"

{title}
أخبار الأردن -

 

رحيل غرايبة

*معيار الإختيار الصحيح لا يستند إلى علم الغيب , فنحن لا نعلم أهل الجنة ولا أهل النار  ولا أين يحشرون  على سبيل الجزم والحسم ، فهذا  غيب لا يعلمه إلا الله..  فهذا الكلام ليس دقيقا ..
*المعيار الصحيح ورد على لسان ابنة الرجل الصالح  بحق موسى قبل أن يصبح نبيا ،وهو   يتسم بالعدل والمنطق الذي لا يعاب ،  :  ".. يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين.." ويضاف إليها "الحفظ والعلم" على لسان النبي يوسف عليه السلام ..
فالمعيار  هو  : القوة والأمانة، بكل تأكيد 
القوة اولا  :  تعني الكفاءة والمكنة والقدرات العقلية  والمعرفيةوالفنية والبدنية؛ التي تمكن الفرد من القيام بمهامه على الوجه الأكمل ، وهذا يستند إلى فهم نوع المهمة المناطة بمجلس الأمة التي تتمحور على أمرين على سبيل الإجمال :  "التشريع والرقابة" ، مما ينبغي النظر إلى القدرات التخصصية  في علوم السياسة والاقتصاد والقانون والإدارة الشاملة لشؤون الدولة  على سبيل الأولوية .. حتى يكون ذا رأي حصيف في مجال التقنين وفي مجال الرقابة على أعمال الحكومة ..
- الأمانة ثانيا  : وهي ملحقة بالقوة وتبع لها ، بمعنى أن من تم اختياره يجب أن يضيف إلى قوتة مؤهل الأمانة ؛ حتى يكون أمينا على المصالح الوطنية العليا ، وأمينا على المال العام ، وأمينا عل أعراض أهله وشعبه ، وأمينا على  قيم العدالة والمساواة بين المواطنين ، وأمينا على حقوق العباد .. فلا فائدة ترجى من القوي الخائن .. ولا فائدة ترجى  أيضا من الأمين العاجز والضعيف  في الوقت نفسه ...
ولذلك  صفة التدين لوحدها غير كافية  إذ يجب أن يكون الشخص متدينا وقويا متخصصا وعالما وحافظا ؛ حتى يكون قادرا على القيام بالمهمة المناطة بهذا الموقع .. فعملية اختيار النائب ليس من أجل تزويجه أو مجاورته أو مصادقته ..
ومن جانب آخر  يجب عدم التهجم على المتدين بطريقة فجة  ولا التقليل من شأنه  إن كان قويا قادرا  ومتخصصا .. 
أحيانا يكون هناك تطرف  من  الجانبين بخصوص هذه المسألة بطريقة غير عادلة وغير منطقية ..
باختصار نحن نبحث عن الكفي ، أو الكفؤ الذي أضاف إلى كفائته أمانة وإخلاصا وخلقا كريما  من كل المواطنين بلا استثناء .. بغض النظر عن كل الامور  الأخرى التي لا علاقة لها بالكفاءة والأمانة ... 
ومن أراد أن يرشح نفسه للجمهور  عليه  أن يعرض لهم مؤهلاته وخبراته  ومهاراته في التشريع والرقابة والدفاع عن حقوق المواطنين  وحفظ المقدرات العامة  وإعلاء شأن المصالح الوطنية العليا وعدم المساومة عليها .. 
أما الأمور الأخرى من الغنى والثروة والوسامة والعمر والذكورة والأنوثة  والعصامية  وإجادة  أعمال السباكة والكومبيوتر ..،أو مظاهر التدين الشكلي، والحسب والنسب ، والإنتماء الجهوي ..فهذا كله خارج المعيارية الصحيحة .. وهو  شكل من أشكال التضليل واللعب على الأمور العاطفية ..

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير